وكان أبوهما صالحا
تعدّ القصة المذكورة في سورة الكهف من القصص التي تتجلى فيها عظمة البركة التي يمكن أن تنالها الأجيال نتيجة لصلاح الآباء. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" (الكهف: 82). هذه الآية تأتي ضمن قصة موسى عليه السلام والخضر، حينما وجدا جداراً يريد أن ينقض فأقامه الخضر، مبرراً ذلك بأن تحته كنز لغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحاً.
تُظهر هذه الآية أهمية الصلاح والتقوى وتأثيرها العميق على حياة الأبناء، حتى بعد ۏفاة الآباء. فمن خلال تفسير الآية يتضح لنا أن الله حفظ كنز اليتيمين بفضل صلاح والدهما، مما يدل على أن أعمال الصالحين لا تذهب هباءً، بل يجني ثمارها الأحفاد والأبناء من بعدهم.
أثر صلاح الآباء على الأبناء
البركة في الرزق: عندما يكون الآباء صالحين، ينزل الله بركته على أهل البيت في الرزق والمعيشة. فالخير الذي يأتي من تقوى الآباء يمتد إلى الأبناء، حتى في غيابهم.
التربية الصالحة: الصلاح ينعكس في تربية الأبناء على القيم الأخلاقية والدينية السليمة، مما يساهم في بناء شخصياتهم بشكل إيجابي.
الدعاء المستجاب: دعاء الوالدين الصالحين يكون أقرب إلى الإجابة، والله يستجيب لدعائهم لصالح أبنائهم.
يجب على الآباء أن يسعوا جاهدين ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، وذلك من خلال:
التقوى والإيمان: الالتزام بتعاليم الدين والسير على خطى الأنبياء والصالحين.
التربية الصحيحة: غرس القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية في نفوس الأبناء منذ الصغر.
الاستغفار والدعاء: الدعاء المستمر للأبناء بأن يوفقهم الله ويهديهم إلى الطريق المستقيم.